فصل: المقصد الثاني في المكاتبات العامة إلى أهل هذه المملكة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا (نسخة منقحة)



.المقصد الثاني في المكاتبات العامة إلى أهل هذه المملكة:

وهي المطلقات، قال في التعريف: وأقسامها لا تخرج عن ثمانية أقسام: إلى الوجه القبلي، وإلى الوجه البحري، وإلى عامة الديار المصرية، وإلى بعض البلاد الشامية، وإلى البلاد المصرية والشامية، وإلى الممالك الإسلامية وما جاورها، وإلى بعض أولياء الدولة؛ كالأمراء بدمشق أو حلب، وإلى قبائل العرب، أو التركمان، أو الأكراد أو بعضهم.
قلت: والقاعدة في المطلقات أنه إذا اجتمع في المطلق كبار وصغار، يغلب حكم الأكبر منهم على الأصغر: تعظيماً لأمر الأكابر. فإن كان في المطلق من الألقاب ما تختص به الأكابر دون غيرهم، استوفي للكبير ما يختص به من الألقاب وأتي بالقدر المشترك فيه بعد ذلك.
ثم المطلقات منها ما يختم. قال في التعريف: وهو ما كان لبعض أولياء الدولة إذا كان في سر يكتم ولا يراد إظهاره إلا عند الوقوف عليه، فيختم على عادة الكتب. وهذا يكون عنوان بظاهره كما في غيره من المكاتبات المفردة.
ومنها ما لا يختم، وهو سائر المطلقات. قال في التعريف: وعنوانها: مخالف لعنوان الكتب المفردة للآحاد: فإن تلك في ظاهر الورق، وهذه في باطن الورق، فوق وصلين أو ثلاثة، فوق البسملة. ويقال فيها: مثال شريف مطلق إلى الولاة والنواب، أو غير ذلك من نحو ما في الصدر، فيضمن العنوان ملخص ما فيه. ثم يقال: على ما شرح فيه، أو حسب ما شرح فيه. ومن قاعدتها أن يصرح بذكر المكتوب إليهم في المطلق، بخلاف غيرها من المكاتبات المفردة. قال في التعريف: ثم بعد التعريف في المطلقات الدعاء، ثم الإفضاء إلى الكلام؛ وفي آخرها يتعين أن يقال: فليعلموا ذلك ويعتمدوه.
وحاصل مرجوعها إلى ثلاثة أضرب:
الضرب الأول: المطلقات المكبرة:
قال في التعريف: وهي ما يكتب إلى سائر النواب بالممالك الشريفة، خلا سيس فإنها مستجدة، غير أنه إن رسم بإضافته إليهم، فيحتاج إلى تحرير يكون بعد مقدم العسكر بغزة، ولا نائب الكرك، لأن رتبته في المكاتبة أعلى منهما. فإنها نظير مكاتبة نائب طرابلس وحماة وصفد.
قلت: هذا على ما كان الأمر استقر عليه من كونها نيابة في أول الأمر، أما بعد استقرارها تقدمة عسكر، فإنه يكون بعد مقدم العسكر بغزة: لأن كلاً منهما مقدم عسكر، ومقدم العسكر بغزة أقدم من مقدم العسكر بسيس. وأيضاً فإن غزة مضافة إلى دمشق وسيس مضافة إلى حلب، ودمشق أكبر من حلب.
قال في التثقيف: وصورة هذا المطلق أن يكتب في الطرة: مثال شريف مطلق إلى الجنابين الكريمين، العاليين، الأميريين، الكافليين، الفلانيين، نائب السلطنة الشريفة بالشام وحلب المحروستين، أعز الله تعالى نصرتهما، إلى الجنابات العالية الأميرية الفلانية أو الفلاني والفلاني على الترتيب. ثم يقال: نواب السلطنة الشريفة بطرابلس وصفد وحماة المحروسات. وإلى الجناب العالي والمجلس العالي الأميري الأميريين الفلانيين أو الفلاني والفلاني. وإلى الجناب العالي والمجلس العالي الأميري الأميريين الفلانيين أو الفلاني والفلاني، مقدم العسكر المنصور بغزة المحروسة، ونائب السلطنة الشريفة بالكرك المحروس، أدام الله تعالى نعمتهما، بما رسم لهم به أن يتقدم أمرهم الكريم بكذا وكذا ويشرح ما رسم به إلى آخره. ثم يخلي بياضاً يسيراً. ثم يكتب على ما شرح فيه ويترك ثلاثة أوصال بياضاً بالوصل الذي تكتب فيه الطرة. ثم تكتب البسملة في أعلى الوصل الرابع. ثم يكتب قبل آخره بإصبعين ما صورته: أعز الله تعالى نصرة الجنابين الكريمين! وضاعف وأدام نعمة الجناب العالي، والمجلس العالي، الأميرية، الكبيرية، العالية، العادلية، المؤيدية، الزعيمية، الغوثية، الغياثية، المثاغرية، المرابطية، المشيدية، الظهيرية، الكافلية، الفلانية أو الفلاني والفلاني إلى آخرهم: أعزاء الإسلام والمسلمين، سادات الأمراء في العالمين، أنصار الغزاة والمجاهدين، زعماء الجيوش، مقدمي العساكر، ممهدي الدول، مشيدي الممالك، عمادات الملة، أعوان الأمة، ظهيري الملوك والسلاطين، سيوف أمير المؤمنين، نواب السلطنة الشريفة بالشام وحلب وطرابلس وحماة وصفد المحروسات، ومقدم العسكر المنصور بغزة المحروسة، ونائب السلطنة الشريفة بالكرك المحروس، ثم الدعاء لهم بصيغة الجمع. ثم يقال: صدرت هذه المكاتبة إلى الجنابين الكريمين والجنابات العالية، والمجلس العالي، تهدي إليهم من السلام كذا، وتوضح لعلمهم الكريم كذا وكذا، فيحيط علمهم الكريم بذلك، والله تعالى يؤيدهم بمنه وكرمه. وتكمل بالمشيئة وما بعدها. والعلامة أخوهم. قال: في التثقيف: وإن أضيف إليهم نائب سيس.................. في الطرة والصدر حسب ما تقدم ذكره.
قال في التثقيف: ومما ينبه عليه أنه قد يكتب تارة إلى بعض هؤلاء النواب ويختصر البعض، بحسب ما تدعو الحاجة إليه، فيكتب كذلك ويختصر منه من رسم باختصاره، ويذكر كل واحد منهم في محله ومرتبته على الصورة المتقدمة من غير تقديم ولا تأخير، ولا زيادة ولا نقص. ثم قال: وهذا هو الذي لم يزل الحال مستقراً عليه حين كانت مكاتبة نائب الشام الجنائب الكريم نظير نائب حلب. أما الآن حيث استقرت مكاتبته المقر الكريم. فإنه لا يليق أن يكتب لغيره بألقابه الخاصة به. وإن اختصرت الألقاب الخاصة به كان فيه نقص لرتبته؛ فيلزم من ذلك أن يكتب إليه على انفراده، ويكتب المطلق لمن رسم به ممن عداه من النواب المذكورين.
قلت: وقد رأيت في بعض الدساتير كتابة المطلق الشامل لكافل الشام وغيره من النواب بعد استقرار مكاتبة نائب الشام بالمقر الكريم على صورتين:
الصورة الأولى- أن تستوفى ألقاب المقر الكريم بدعائه، ويؤتى بألقابه الخاصة به، ثم يعطف عليه الجناب الكريم، والجنابات العالية، والمجلس العالي، بالألقاب المشتركة؛ ويميز ما يمكن تمييزه منها، ويكمل على نحو ما تقدم: وذلك بان يكتب في الطرة مثال شريف مطلق إلى كافل السلطنة الشريفة بالشام المحروس، أعز الله تعالى أنصاره، ونواب السلطنة الشريفة بحلب، وطرابلس، وحماة، وصفد، ضاعف الله تعالى نعمتهم، ومقدم العسكر المنصور بغزة وسيس المحروستين، أدام الله تعالى نعمتهما بما رسم لهم به إلى آخره. ثم يخلي ثلاثة أوصال، على ما تقدم؛ ويكتب تلو البسملة في أول الوصل الرابع: أعز الله تعالى أنصار المقر الكريم العالي، المولوي، الأميري، الكبيري، العابدي، الناسكي، الأتابكي؛ ونصرة الجناب الكريم، ضاعف وأدام نعمة الجنابات، والمجالس العالية، الأميرية، الكبيرية، العالمية، العادلية، المثاغرية، المرابطية، العونية، الذخرية، الغياثية، الممهدية، المشيدية، المقدمية، الظهيرية، الكافلية، الفلاني والفلاني إلى آخرهم: معز وعز الإسلام والمسلمين، سيدي الأمراء في العالمين، ناصر ونصرة الغزاة والمجاهدين، زعماء الجيوش أتابك ومقدمي العساكر، ممهدي الدول، مشيدي الممالك، أعوان الأمة، كهوف الملة، ظهراء الملوك والسلاطين، عضد وسيوف أمير المؤمنين، كافل السلطنة الشريفة بالشام المحروس، ونواب السلطنة الشريفة بحلب، وطرابلس، وحماة، ومقدم العسكر بغزة وسيس؛ ونائب السلطنة الشريفة بالكرك المحروس ولا زال إلى آخره. أصدرناها إلى المقر والجناب الكريم والجنابات والمجالس العالية، تهدي إليهم من السلام كذا، ومن الثناء كذا، وتبدي لعلمهم الكريم كذا وكذا. ومرسومنا للمقر والجناب الكريم والجنابات والمجالس العالية أن يتقدموا بكذا وكذا، فيحيط علمهم بذلك.
الصورة الثانية- أن تكتب الطرة على ما تقدم؛ ثم تكتب ألقاب المقر إلى آخرها. ثم يقال: وتبدي لعلمه الكريم وعلم الجناب الكريم والجنابات العالية والمجالس العالية الأميرية الكبيرية إلى آخر الألقاب أن الأمر كذا وكذا. ومرسومنا لمقر والجناب الكريمين والجنابات العالية والمجلس العالي أن يتقدموا بكذا وكذا، فيحيط علمهم بذلك والعلامة في هذا المطلق أخوهم اعتباراً بالعلامة إلى كافل الشام ونائب السلطنة بحلب.
الضرب الثاني: المطلقات المصغرة:
وقد ذكر لها في التعريف قواعد كلية، وأشار إلى اختلاف مقاصدها في ضمن الكلام الجملي، فقال: وفي كلها يكتب: مثالنا هذا إلى كل واقف عليه من المجالس السامية، الأمراء، الأجلاء، الأكابر، المجاهدين، المؤيدين، الأنصار، الغزاة، الأنجاد، الأمجاد، أمجاد الإسلام، أشراف الأمراء، أعوان الدولة، عدد الملوك والسلاطين: الولاة، والنواب، والشادين، والمتصرفين، بالوجه الفلاني، أو بالديار المصرية، أو بالبلاد الشامية، أو بالبلاد الفلانية، أو بالديار المصرية والبلاد الشامية وسائر الممالك الإسلامية. قال: وقد يزاد في هذا لمقتضيه: والثغور والحصون والأطراف المحروسة. قال: فإذا كان إلى الممالك الإسلامية، قيل بالديار المصرية، والبلاد الشامية، وسائر الممالك المحروسة، وما جاورها من البلاد الشرقية، والممالك القانية. وقد تكون إلى جهة الروم. فيقال: وما جاورها من البلاد الرومية وما يليها. ثم عقب ذلك بأن قال: فأما إذا كان إلى بعض أولياء الدولة نظر: فإن كان إلى عامة أمراء دمشق، قيل: صدرت هذه المكاتبة إلى المجالس العالية الأمراء. وبقية الألقاب من نسبه ما يكتب للمجلس العالي. فإذا انتهى إلى أعضاد الملوك والسلاطين، أو عضد الملوك والسلاطين ويجوز إطلاق هذا الإفراد على الجمع قال: جماعة الأمراء مقدمي الألوف، وأمراء الطبلخاناه، وسائر مجالس الأمراء أمراء العشرات، ومقدمي الحلقة المنصورة. وإن كان يكتب إلى حلب أو غيرها من الممالك فبالسامية. وإن كان لأمراء العربان أو التركمان أو الأكراد، كتب على عادة المطلقات بالسامية، وكتب بعد عدد الملوك والسلاطين الجماعة الفلانية أو غير ذلك مما يقتضي التعريف بمن كتب إليه.
أما في التثقيف: فقد رتب المطلقات المصغرة على ستة أصناف:
الصنف الأول- المطلقات إلى جميع نواب القلاع بالمملكة الشامية، أو بالمملكة الحلبية.
وصورة ما يكتب إليهم في الطرة: مثال شريف مطلق إلى المجالس العالية والسامية الأميرية، ومجالس الأمراء النواب بالقلاع الفلانية المحروسة، أدام الله تعالى نعمتهم بما رسم لهم به من كذا وكذا إلى آخره. ثم يقال: على ما شرح فيه؛ ثم يخلى وصلان بياضاً بوصل الطرة؛ ثم تكتب البسملة في أعلى الوصل الثالث؛ ثم يكتب بعد البسملة: صدرت هذه المكاتبة إلى المجالس العالية والسامية الأميرية وبقية ألقابهم. ومجالس الأمراء الأجلاء، الأكابر، المجاهدين، المؤيدين، الأنصار، أمجاد الإسلام والمسملين، شرف الأمراء في العالمين، أنصار الغزاة والمجاهدين، مقدمي العساكر، كهوف الملة، أعوان الأمة، ظهيري الملوك والسلاطين، النواب بالقلاع المنصورة بالمملكة الفلانية المحروسة. والدعاء إلى آخره موضحة لعلمهم كذا وكذا. ومرسومنا للمجالس العالية والسامية، ومجالس الأمراء أن يتقدموا بكذا وكذا، فيحيط علمهم بذلك. والله تعالى يؤيدهم بمنه وكرمه. والعلامة والدهم.
الصنف الثاني- المطلقات إلى أصاغر نواب القلاع، ممن يكتب إليه بالسامي بالياء، أو بالسامي بغير ياء، أو بمجلس الأمير.
وصورة ما يكتب إليهم في الطرة: مثال شريف مطلق إلى المجالس السامية، ومجالس الأمراء النواب بالقلاع الفلانية، أو بولاية فلانة وفلانة، أدام الله تعالى علوهم بما رسم لهم به نظير ما تقدم. وبعد البسملة: مثالنا هذا إلى كل واقف عليه من المجالس السامية، ومجالس الأمراء، الأجلاء، الأكابر، الغزاة، المجاهدين، المؤيدين، الأنصار، أمجاد الإسلام، أشراف الأمراء، زيون المجاهدين، عمد الملوك والسلاطين، أو عدد الملوك والسلاطين، النواب بالقلاع الفلانية المحروسة حسب ما كتب في الطرة، والدعاء يتضمن إعلامهم أن الأمر كذا وكذا ومرسومنا للمجالس السامية ومجالس الأمراء أن يتقدموا بكذا وكذا، فليعلموا ذلك ويعتمدوه ويعملوا بحسبه، والله الموفق بمنه وكرمه، والعلامة الاسم الشريف.
الصنف الثالث- المطلقات إلى عربان الطاعة بالممالك الشامية.
والأمر فيه كما في الصنف الذي قبله. قال في التثقيف: فإن كان المطلق إلى طائفة من العربان ممن لله عادة بمكاتبة جليلة: بأن تكون العلامة والده أو نحو ذلك: كآل مهنا، وآل فضل، وآل علي، وآل مرا، ونحوهم، فإنه تكون صورة ما يكتب في الطرة: مثال شريف مطلق إلى جماعة العربان، آل فلان إلى آخره. وفي الصدر بعد البسملة: مثالنا هذا إلى كل واقف عليه من المجالس السامية ومجالس الأمراء وبقية الألقاب الكشاف والولاة والنواب بالوجهين القبلي والبحري. ثم الدعاء. ثم يقال: يتضمن إعلامهم كذا وكذا. ثم البقية من نسبة ما تقدم.
قال في التثقيف: وغالباً يفرد الوجه القبلي بمطلق شريف، والوجه البحري بمطلق شريف. قال: وقد تضاف إلى الوجه البحري الثغور. فيقال: الكشاف والولاة والنواب بالوجه البحري والثغور المحروسة. قال: وإضافة الثغور لا تقع إلا نادراً، لا سيما وقد صار ثغر الإسكندرية نيابة لا ولاية. ثم قال: وفي هذا الوقت قد يتعذر إضافة نائب الوجه القبلي مع الولاة في المطلق لارتفاع مكاتبته عنهم بدرجات؛ فيفرد بمثال شريف، ويكتب المطلق إلى بقية الكشاف والولاة. ثم قال: هذا الذي يظهر.
قلت: ويمكن أن يجمع معهم، بان يكتب: أدام الله تعالى نعمة الجناب العالي إلى آخره. ثم يقال: صدرت هذه المكاتبة إلى الجناب العالي إلى آخره، وتوضح لعلمه الكريم وعلم المجالس السامية ومجالس الأمراء إلى آخر ألقابهم الولاة بالوجه القبلي أن الأمر كذا وكذا: ويكمل على ما تقدم.
قال في التثقيف: ومما جرت العادة به أن يكتب مطلق شريف إلى الأمراء بالمملكة الطرابلسية، أو الحموية، أو الصفدية وغيرها، عند ولاية نائب السلطنة بتلك المملكة بإعلامهم بذلك؛ فيكتب على هذا الحكم، ولكنه بعنوان بغير طرة. قال: وصورته في الصدر بعد البسملة: مثالنا هذا إلى كل واقف عليه من المجالس السامية، ومجالس الأمراء الأجلاء الأكابر إلى آخر الألقاب، والدعاء يتضمن إعلامهم كذا وكذا إلى آخره كما تقدم، ولكنه لا يصرح بذكر الولاة والنواب كما يصرح بذكر من يكتب إليه المطلق في غير هذه الحالة. والعنوان: المجالس السامية ومجالس الأمراء الأجلاء الأكابر إلى آخر الألقاب والنعوت جميعها، والدعاء، والتعريف أمراء الطبلخانات والعشرات بطرابلس المحروسة، أو بحماة، أو بصفد، أو بغزة. قال: أم مملكتا الشام وحلب، فإنه لم تجر العادة بكتابة مطلق بولاية نائبهما، بل يكتب إلى أمير حاجب بتك المملكة بإعلامه بذلك. وأما الكرك: فإنه يكتب إلى والي القلعة به بمثل ذلك. وكذلك يكتب إلى الحاجب بالإسكندرية مثل ذلك.
وهذا شيئان يجب التنبه لهما.
أحدهما كل ما كان من ألقاب المطلقات بصيغة الجمع وهو.......... كأعضاد، فإنه يجوز فيه الإفراد فيقال فيه عضد، وهذا مما نبه عليه في التعريف في الكلام على المطلقات.
الثاني- قال في التثقيف: فإن قلت: لأي شيء تذكر أسماء الولاة والنواب والعربان وغيرهم في الصدر بعد تمام النعوت وقبل الدعاء، ولا تكتب في صدر المطلقات إلى الأمراء المتقدمة الذكر عند ولاية النائب بها أو غيره؟ فالجواب أن ذلك في صدر المثال الشريف هو التعريف الذي من عادته أن يكون في العنوان ولا يستغنى عنه فهو قائم مقامه، حيث لا عنوان لذلك المطلق، إنما هو بطرة لا غير، ولها عنوانات، والتعريف مذكور فيها فلا حاجة إلى ذكره في الصدر. ثم قال: ومن الجماعة من ينازع في ذلك، ويدعي أن ذلك في الطرة كاف ومغن عن ذكره في الصدر، وقائم مقام التعريف في العنوان. ثم قال: وهو خطأ، وليس بشيء. والأصح ما قلناه.
الصنف الرابع- قال في التثقيف: إذا كان المطلق في أمر يتعلق بالديار المصرية والبلاد الشامية، تكون صورته إلى الكشاف والولاة والنواب والشادين والمتصرفين بالطرقات المصرية والبلاد الشامية. وإن كان يتعلق بالبلاد الشامية خاصة، اختصر منه ذكر الطرقات المصرية.
الصنف الخامس- ذكر في التعريف: أنه يقال في آخر المطلقات بعد فليعلموا ذلك ويعتمدوه: بعد الخط الشريف. قال في التثقيف: ولعل هذا كان في الزمن الذي كان هو مباشراً فيه، أما الآن فإنه لم تجر بذلك عادة، ولم يكتب ذلك في مطلق شريف مكبر ولا غيره أصلاً.
الصنف السادس- ذكر في التثقيف: أنه رأى بخط القاضي ناصر الدين ابن النشائي أنه كتب مطلقاً إلى المجاهدين بمصياف؛ بعني الفداوية صورته: يعلم كل واقف على مثالنا هذا من المقدمين الأجلاء الغزاة المجاهدين المؤيدين الأنصار، الأتابك فلان والأتابك فلان جماعة المجاهدين ثم الدعاء.
الضرب الثالث من المطلقات: البرالغ:
بالباء الموحدة والمراء المهملة والألف واللام والغين المعجمة جمع برلغ، وهي لفظة تركية معناها المرسوم؛ وعليها جرى عرف كتاب بلاد الشرق، وقل أن تكتب بالديار المصرية، ولذلك لم يتعرض لها في التعريف ولا في التثقيف: وهذه صورة برلغ شريف رأيتها في تذكرة المقر الشهاب بن فضل الله في الجزء السادس والأربعين منها، بخط أخيه المقر العلائي بن فضل الله رحمهما الله تعالى؛ كتب في الدولة الناصرة محمد بن قلاوون. في عاشر شهر رجب الفرد سنة تسع وعشرين وسبعمائة لتمربغا، الرسول الواصل إلى الديار المصرية، عن القان أبي سعيد صاحب مملكة إيران بالإكرام والمسامحة بما يلزمه. وصورته في أول الدرج.
مثال شريف مطلق إلى كافة من يصل إليه، ويقف عليه، للمجلس السامي الأميري السيفي تمربغا الرسول، بالطرخانية، وتمكين أصحابه من التردد إلى الممالك الشريفة الإسلامية، وإكرام حاشيتهم وتسهيل مطلبهم، ومسامحتهم في البيع والشراء بما طلب من الحقوق على اختلافها، وتحذير من سمع هذه المراسيم المطاعة ثم أقدم على خلافها. وبعد البسملة:
الحمد لله الذي بسط أيدينا الشريفة بالجود، ونصب أبوابنا الشريفة كعبة تهوي إليها أفئدة الوفود، وأطاب مناهلها لكافة الأمم لتنتابها في الصدور والورود.
نحمده على نعمه التي كم بلغت راجياً ما يرجوه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبيض بها الوجوه، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي ندب إلى مكارم الأخلاق بقوله: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه؛ صلى الله عليه صلاة تزيد من يقرن الثناء بها تكريماً، ثم على آله وصحبه وسلم تسليماً.
وبعد: فإنه لما حضر المجلس السامي الأمير، الاسفهسلاري، السيفي، مجد الإسلام والمسلمين، شرف الأمراء المقدمين؛ ناصح الدولتين، ثقة المملكتين؛ فخر الخواص المقربين، عضد الملوك والسلاطين؛ تمربغا الرسول- أنجح الله مساعيه، وأوجب الرعاية لمن يراعيه- إلى أبوابنا الشريفة ونور ولائه يسعى بين يديه، وإخلاص نيته يظهر عليه؛ بلغ إلينا ما أرسل فيه عن الحضرة الشريفة العالية، السلطانية، العالمية، العادلية، الشاهنشاهية، القانية، الأوحدية، الولدية، العزيزية، المعظمية، الملكية، العلائية؛ أبي سعيد بهادر خان- زيدت عظمته- وظهر لنا من كمال صفاته ما رمى البدر التمام بنقصه، ومن حسن تأتيه في خدمة من أرسله ما يعرف به أن أرسل حكيماً ولم يوصه؛ وعرض على نظرنا الشريف البرلغ الشريف المكتتب له عن الحضرة الشريفة، السلطان الأعظم، الولد العزيز المعظم؛ الملك بو سعيد، أعز الله تعالى شأنه بالطرخانية، وما نبه عليه من مكانته العلية، ورفه مطالبه من تأكيد الوصية؛ ثم رغب إلينا في الكتابة على حكمه إلى كافة الممالك، وأن يسطر له منها صحائف حسنات تقضي بها الملوك وترضى بها الملائك؛ فأجرته حراحمنا الشريفة على كرمها المعتاد؛ وأجارته نعمنا الجزيلة وجاورته حيث سار من الأرض أو أقام من البلاد؛ وأجابت صدقاتنا الشريفة بتحقيق المأمول، وأكرمت كتابه بما يستحق أن يكرم به كتاب الرسول. ومرسومنا إلى كل واقف عليه من النواب والولاة والشادين والمتصرفين والمباشرين والمتحدثين وبقية الحكام أجمعين إلى كافة الممالك الشريفة الإسلامية شرقاً وغرباً، وبعداً وقرباً، أيدهم الله بالتوفيق، ويسر لهم الطريق، وجعل حسن تلقيهم الوفود يأتي بهم من كل فج عميق؛ أن يجرى الأمير الكبير المقرب تمربغا الرسول على ما ألفه في أبوابنا الشريفة من كرم إكرامهه، وفارقنا عليه من توقير جانبه وتوفير احترامه؛ ويفسح لكل من يصل من جهته في التردد إلى هذه الممالك الشريفة، والتردي بملابس النعم المطيفة؛ وأن تضاعف له الإعانة والعناية، والمراعاة والرعاية؛ ولا يطلب أحد منهم في البيع والشراء، والأخذ والعطاء، بشيء من المقررات الديوانية، والموجبات السلطانية؛ ولا يؤخذ منهم عليها شيء سواء كان قليلاً أو كثيراً، جليلاً أو حقيراً؛ ولا يتأول عليهم أحد هذا المرسوم الشريف، ولا يتعدى حكمه في تصرف ولا تصريف، بل يقف كل واقف عليه عنده، ويعمل به في اليوم وما بعده، ويلحظ منه على من خالفه سيفاً مسلولاً وعلى من تجاوز حده؛ فنحن نحذر وننذر من سطواتنا الشريفة من سمعه ثم زاغ قلبه عنه، أو من بلغه من لا يفهم مضمونه ثم لا يسأل عما هو فرب حامل كلام إلى من هو أوعى منه؛ فلتكن عيونهم له مراعية ومسامعهم منصتة إلى سماعه بأذن واعية؛ والاعتماد على الخط الشريف أعلاه الله تعالى وشرفه.